الثلاثاء، 19 يوليو 2016

مدينة الفاشر:
الفاشِرْ مدينة تقع في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2400 قدم) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر (498 ميل) غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومتر (130 ميل) عن مدينة نيالا بإتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت محطة انطلاق للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية المتوفرة في المنطقة بشكل أساسي. وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. كما إنها من المناطق التي زارتها الرحالة الأمريكية الجوية أميليا إيرهارت في محاولتها لعبور العالم.
اختلفت الروايات وتعددت حول معنى الفاشر (بكسر الشين)، إلا أن الرواية الأكثر شيوعا وأقوى حجة هي التي تذهب إلى أن اللفظ يعني مجلس السلطان، كما ورد في الأعمال الأدبية والغنائية بالسودان مثل الأغنية التراثية التي تقول في “..الفاشر الكبير طلعوا الصايح” أي مجلس السلطان الكبير، ويُقال لها فاشر السلطان، بمعنى مجلس السلطان، والفاشر زكريا، أي مجلس السلطان زكريا. وفي السياق نفسه يعرف الفاشر بأنه مكان إقامة السلطان أو قلعته. فهناك عدة فواشر منتشرة في دار فور مثل “فاشر قرلي” التي بناها السلطان تيراب في منطقة جبل مرة، كما شيّدت فواشر في المناطق المجاورة لها في الغرب الأوسط لأفريقيا.
وهناك رواية تقول أن الفاشر هو اسم الوادي الذي تقوم على ضفتيه المدينة بمعنى الفاخر. وثمة رواية ثالثة تنسب الاسم إلى ثور يسمى الفاشر كان يرد الوادي لشرب الماء دون أن يقوده صاحبه وغاب ذات مرة ولم يأت للوادي كعادته فذهب الناس يبحثون عنه فوجدوه باركاً في موقع المدينة الحالي وسمى المكان باسمه بينما يذهب تأويل للرواية نفسها مذهباً آخر مؤداه أن الثور الفاشر كان يحمي المنطقة التي قامت فيها نواة المدينة ويمنع أي شخص من أن يغدو إليها. وتلقب الفاشر بالفاشرابو زكريا نسبة إلى الأمير زكريا والد السلطان علي دينار الذي كان له فضلاً كبيراً في تطويرها.
التاريخ
سلطنة الفور حكم سلاطين الفور الفاشر لفترة امتدت ما يقارب الخمسة قرون من سنة 1445 وحتى 1916 م وكان أولهم السلطان سليمان سولونق، وآخرهم هو السلطان علي دينار. وكانوا يديرون السلطنة في بداية عهد حكمهم من جبل مرة، إلا أن السلطان عبد الرحمن الرشيد الذي خلف السلطان تيراب في الحكم وجد أن من الصعوبة بمكان إدارة السلطنة التي ترامت أطرافها من منطقة جبل مرة فقرر نقلها إلى منطقة تتوسط السلطنة ووقع الاختيار على منطقة وادي رهد تندلتي الواقعة في السهول الشرقية من دارفور لإقامة فاشره (قلعته) فيها خاصة وأن المنطقة تسهل فيها فلاحة الأرض وتربية الحيوان. وبدأ السلطان الرشيد في تشييد أول قصر له على الضفة الشمالية من الوادي ومن ثم تم بناء منازل الحاشية والحرس وسرعان ما توافد الناس إلى فاشر السلطان حتى تحول إلى مدينة مأهولة، وهكذا نشأت الفاشر كعاصمة إدارية وهو الدور الذي لم يفارقها حتى الآن.
وكانت الفاشر نقطة انطلاق للقوافل التجارية التي تمر عبر درب الأربعين (الطريق الذي يستغرق اربعين يوماً) والذي كان يربط السودان بمصر لنقل العاج وريش النعام واخشاب الأبنوس من غابات وسط أفريقيا إلى الأسواق المصرية وتعود محملة بالحرير والأقمشة والورق والآنية.
الحكم التركي المصري وفي سنة 1821 م غزا محمد علي باشا السودان ودحر جيوش السلطنة الزرقاء وأحتل عاصمتها سنار ثم اتجهت جيوشه غرباً وتوقفت في مملكة المسبعات على حدود سلطنة دار فور. وكان من الصعب على سلاطين الفور التعايش مع الحكام الجدد لممالك السودان والذين كانوا يسيطرون على طريق القوافل المتجهة نحو مصر عبر الفاشر، فدخلت جيوشهم بقيادة السلطان إبراهيم قرض في قتال من جهة الجنوب مع قوات الزبير باشا رحمة الموالي للأتراك والذي تمكن من دحرهم في معركة منواشي، بينما دخل الجيش التركي مدينة الفاشر من جهة الشرق زاحفاً من الخرطوم عبر كردفان وبذلك خضعت مملكة الفور وعاصمتها الفاشر لحكم الإتراك.
الثورة المهدية والحكم الثنائي في سنة 1884م، احتلت قوات المهدي مدينة الفاشر بعد حصار دام اسبوعاً واحداً، وبهزيمة خليفة المهدي عبد الله التعايشي في معركة أم دبيكرات في 24 نوفمبر / تشرين الأول 1890م، على يد القوات البريطانية المصرية استعاد السلطان على دينار مدينة الفاشر في 1909م، وبقي فيها حتى عام 1916م عندما وضعت قوات الحكم الثنائي نهاية لذلك.
الموقع تقع الفاشر في المنطقة الشمالية من دارفور وهي منطقة تتسم بالتباين في الظواهر الطبوغرافية من أرض صحراوية إلى شبه صحراوية تتخلها تلال منخفضة وكثبان تعرف باسم القيزان (المفرد قوز) وتلال لذات صخور رملية وأودية وخيران تمتلأ بمياه الأمطار خلال الموسم المطير. وهناك بحيرة الفاشر ووادي قولو الذي يقع على بعد 16 كيلو متر من وسط المدينة ويشكل أهم مصدر لتزويدها بالمياه.
شهدت الفاشر تطوراً عمرانياً كبيراً في عهد السلطان علي دينار الذي إهتم بالعمارة فيها فبنى قصره ومجمع سكنه الذي كان يضم غرف السكنى والمجالس والردهات والمسجد الجامع فشكل معلماً معمارياً بارزاً في المنطقة خلال تلك الحقبة. وهو الآن متحفاً يتبع للهيئة القومية للآثار والمتاحف.
تشمل المعالم البارزة للمدينة حالياً: • قصر السلطان علي دينار ومجمع السلطان علي دينار الذي يضم مسجدا ومكتبة إلكترونية ومركزاً لتحفيظ القران الكريم وكافتيريا ملحقة به. • السوق الكبير ويزخر بالمحلات التجارية من دكاكين ومقاصف وهو أيضاً مركز المواصلات المؤدية الي جميع احياء المدينة. • آبار حجر قدو التي وتشتهر بالمقولة الشعبية المأثورة بالمدينة ومفادها بأن من شرب من مياه آبار قدو لا بد وأن يعود إليها ثانية ليشرب منها مرة آخرى. • سوق المواشي وفيه تباع اللحوم طازجة أو مشوية. • سوق أم دفسو وفيه تباع الفواكه المنتجة في منطقة جبل مرة ومنتوجات دار فور الغذائية التقليدية مثل الكول والمريس وعسل الجبل والسمن الطبيعي. • برج الفاشر.
الإدارة الفاشر محافظة من محافظات ولاية شمال دارفور وتضم عشر محليات هي: • الفاشر شمال • الفاشر جنوب • ريفي الفاشر • دار السلام • مليط • طويلة • كلمة • المالحة • الكومة
التمثيل القنصلي الأجنبي توجد في الفاشر قنصلية عامة ليبية.
النشاط الاقتصادي يمتهن سكان المدينة الزراعة والرعي والخدمات وتشمل الزراعة المحاصيل النقدية والاستهلاكية مثل القطن والذرة والسمسم والتمور والموز والمانجو والأرز، بينما تتركز تربية الحيوان على رعي الماعز والأغنام والأبقار، وفي الآونة الأخيرة تطور قطاع الخدمات بفضل النمو السكاني والأعداد الكبيرة من المنظمات التطوعية الأجنبية والمحلية وما يرافقها من خدمات إدارية ولوجستية ومصرفية.
النقل والمواصلات ترتبط المدينة بشبكة من الطرق بالبلدات والقرى المحيطة بها وبأهم المدن السودانية عبر عدد من الطرق ومعظمها موسمي إلى جانب طريقين سريعيين هما: طريق الجنينة وطريق أم كدادة.
إلى جانب العديد من المدارس الحكومية والأهلية على مختلف مراحلها توجد في الفاشر جامعة هي جامعة الفاشر الواقعة غرب مطار المدينة وتأسست في عام 1990م، وتم افتتاحها رسمياً في عام 1991م.
أحياء الفاشر تضم الفاشر حوالي تسعين حياً سكنياً من مختلف الدرجات والمستويات من حيث دخول السكان والتخطيط الحضري والبيئة العامة. • حي العظمة • أولاد الريف • الكرانك • الزيادية • ديم سلك • حي الوكالة • الطريفية • حي زنقو • حي القبة • التيمانات • حي المصانع • حي المجمع • مكركا • المعهد (أ) • المعهد (ب) • الجبل • التضامن • الاسرة • الجوامعة
كما تضم الفاشر معسكرات للنازحين بسبب النزاعات المسلحة وهي: • معسكر أبوشوك • معسكر زمزم • معسكر السلام
السكان بلغ عدد سكان الفاشر في 2006 قرابة 264,734 شخص قياسا ب178,500 في 2001. ويرجع السبب في ذلك إلى النزاع المسلح الذي شهده الإقليم.
الفاشر القديمة .. ودورها في تاريخ دارفور
أسست كعاصمة دائمة للسلطنة في أواخر القرن الثامن عشر بإنشائها حدث تغيير جوهري في سياسات وراثة العرش كانت في بداياتها تمثل نسخة مكبرة لمنزل الفور التقليدي حتى عام 1977م كان قصر على دينار هو مقر الحكام الإقليميين كانت بها مدرسة يقوم بالتدريس فيها نخبة من الفقهاء بيت الجباية كان المصب لكل الضرائب المفروضة بالمملكة صارت موقعا للتحفظ على الزعماء المحليين ولمنافسي السلطان
إذا كان النظام السياسي والعشائري فى مملكة الفور قد تجسد في شخص السلطان داخل الدولة فان مدينة الفاشر كانت مقر السلطان وقلب هذه الدولة حيث يوجد مجمع القصر السلطاني ولكي ندرك أهمية الفاشر في سلطنة دارفور والتي تمددت الى العصر الحاضر فعلينا ان نعرف ان دور القصر قد بقى مؤثرا حتى عام 1977م اى بعد زوال السلطنة والسلاطين باكثر من نصف قرن وعقد من الزمان وقد كان قصر السلطان على دينار فى الفاشر هو المسكن الرسمى للحكام الاقليميين فى عهد الحكم الثنائى وعهد الحكم الوطنى وذلك كنوع من تأكيد الاستمرارية وقد عزز ذلك وضع عرش على دينار مباشرة خلف طاولة الحاكم.
وقد ظلت الفاشر طوال تاريخها على عهد السلطنة تمثل عاصمة فوراوية واسلامية جنبا الى جنب وقد كان هذان البعدان يتنافسان احيانا ويكملان بعضهما البعض فى بعض الاحيان ويمكن فهم حيوية و ازدواجية البعدين فى استعمال اللغة فقد ظلت لغة الفور هى لغة التخاطب فى البلاد حتى على عهد على دينار بينما كانت اللغة العربية هى لغة القضاء وبالرغم من ان ديانة الفور التقليدية قد حوصرت فى اعالى الجبال حيث تقع مراكز عبادتها او الت الى مجتمع النساء الا ان ثقافة الفور احتفظت بهويتها.
دور سياسى جاء تأسيس مدينة الفاشر بتغيير جوهرى كبير فى سياسات وراثة العرش فقد حول تمركز القوة السياسية بالفاشر وانتقلت صناعة القرار السياسى سريعا من الحكام الاقليميين والقادة العسكريين الى مجموعات ” الفقرا ” والتجار الرقيق الذين كانوا حول السلطان ومن ثم صارت وراثة الابن لابيه هى القاعدة الثابتة اذ ان السلطان كان بالتشاور مع هؤلاء الذين يحيطون به يختار احد ابنائه ليحكم بعده.
وكانت وراثة السلطان تأتى من ناحية الاب ومن منظور الكيرا ككل ومنظور زعماء الفور فان وراثة الاخ لعرش اخيه كانت مرغوبة وتقرها العادة ففى القرن الثالث عشر الملىء بالحروب وفى عالم امراء التخوم والنبلاء الحكام الاقليميين كانت فرصة الابناء الصغار عديمى التجربة قليلة وكانت هناك حاجة الى رجال ناضجين ليحافظوا على الدولة ويوسعوها وقد سعى السلاطين الاقوياء لاستخلاف ابنائهم بطريقة مسبقة ليكونوا ورثة للعرش ولكن هذا الاجراء نادرا ما كان ناجحا خاصة وانه كان هناك دائما عدد كبير من ابناء العائلة المالكة فقد كان لاحمد ابكر مائة ابن ولتيراب اكثر من 30 ولمحمد الفضل 46 ولعلى دينار 120 وكان ابناء العائلة المالكة مصدر ازعاج مستمر حيث كانوا يعملون معا دفاعا عن مصالحهم وقد انتقم الابوشيخ القوى محمد كرا منهم باعدام 60 من بينهم فى ميدان خارج مدينة الفاشر لايزال يعرف حتى الان باسم ” قوز الستين ” وبالاضافة الى ذلك فقد كان الابناء الذين يمنحون اقطاعيات كثيرا ماينتهون لان يصبحوا مجرد مزارعين.
الفاشر تاريخياً كلمة فاشر غير معروفة الاصل وكانت تحديدا تعنى المساحة المفتوحة امام المعسكر السلطانى وقد استخدمت هذه الكلمة فى ممالك كانم وباقرمى ووداى وسنار.
وكان لكل سلطان (فاشر) أو اكثر يعكس مكانته من الناحية العسكرية والسياسية وقد بنيت هذه المعسكرات السلطانية من الحجارة او الطوب او سيقان الذرة وذلك حسب المواد المتوفرة الى ان جاء الطور الاخير وهو تأسيس عاصمة دائمة ” الفاشر ” حول بحيرة تندلتى فى حوالى (1791- 1792) حيث تم اولا بناء قصرين وعند عودته من ام درمان بنى على دينار قصرا جديدا وقد تغير الهيكل الاساسى للفاشر خلال مراحل عديدة ولكنها احتفظت بالشكل التقليدى للقصر الافريقى الدائرى المكون من سلسلة من الحظائر المحاطة بجدار خارجى كبير وقد كانت الفاشر القديمة صورة مكبرة لمنزل الفور فهناك مداخل الرجال والنساء وترتيب الاكواخ والدواويين واماكن الاستقبال واماكن تناول الطعام فى مجموعات وقد كانت هذه سمات مشتركة بين القصر الملكى ومنازل الاثرياء على السواء.
وكانت الفاشر لب الدولة وحلبة للصراع السياسى ومحورا للادارة وميدانا لتدريب القادة العسكريين والاداريين ومركزا لاعادة توزيع البضائع والخدمات ومقر محكمة العدل النهائية وساحة الاحتفالات الوطنية والاستعراضات والمقابلات الرسمية التى تقام فى الارض الفسيحة امام مجمع القصر الذى يأتى اليه اصحاب العرائص يلتمسون العدل او الحظوة، والفقرا، والمغامرون، وتجار الرقيق، بل انه فى احدى المرات جاءت فرقة من البهلوانات.
وكان فى الفاشر “سوم” والكلمة بلغة الفور تعنى المدرسة أو مكان الاجتماع حيث كان يجرى تعليم الاطفال وكانت تشرف على المدرسة احدى زوجات السلطان وفى لغة الفور الحديثة تعنى الكلمة “مدرسة القرآن” وهى الخلوة المعروفة فى كل بقاع السودان وبالمدرسة المعنية كان الطلاب يدرسون القراءة والكتابة وعندما اعاد على دبنار احياء هذه المدرسة كان يقوم بالتدريس فيها نخبة من فقرا الفاشر وكان كل من الاحرار والرقيق يدرسون فى السوم وبعد ذلك يجندون لخدمة مجمع القصر وتتضمن السيرة الذاتية للحاج محمد محبوب البدياتى والتى لم تنشر بعد وصفا لهذه المدرسة حيث تعلم هو ( أوفاهى 181).
وبالفاشر بيت الجباية وهو دار للضرائب حيث كانت كل الدخول تاتى فعليا للعاصمة وكات سجلات جمعها وتخزينها وتوزيعها يسيطر عليها السلطان عن طريق الجباة او جامعى الضرائب وكان هناك تمييز رسمى بين الدخول والحبوب والقماش والحيوانات المخصصة لامدادات القصر من جانب وبي تلك بين المخصصة لاعاشة العسكر فى كل انحاء السلطنة من جانب آخر.
وفى كل انحاء السلطنة كانت هناك مقاطعات ملكية او اقطاعيات يخصص دخلها كلية للفاشر اكبرها كان جبل مرة نفسه الى جانب دارفونقور وتقع هذه الاقطاعيات خارج الادارة الاقليمية حيث كانت تدار بواسطة وكلاء للسلطان.
وفى عهد السلطان على دينار قضى اهل جبل مرة اكثر من نصف عام يجمعون الملح والذرة والقمح والشطة والبصل والعسل من القصر دارس الى كالوكتنق تحت اشراف رئيس الجبل الشرتاى على عبد الجليل ثم ارسل المخزون الى مجمع القصر بالفاشر وقد كان جبل مرة وجبل فونقور يزودان مائدة السلطان بالاطعمة الشهية مثل العسل والقمح وغيرها والتى لم تكن معروفة كثيرا فى اماكن اخرى ويقال ان احد السلاطين ادخل شجيرات الموز الى جبل مرة وقد امر على دينار باقتلاعها ونقلها الى الفاشر ولكن لم يحالفها النمو هناك.
كما كانت الفاشر ايضا مكانا للتحفظ على الزعماء المحتملين او المنافسين وكذلك الذين لهم مستقبل واعد وقد استطاعت عشيرة كليبا الحاكمة فى دارقلا زغاوة ان تحقق سلطة مقدرة عن طريق عبد الكريم وهو احد يتيمين أخذتهما امهما الى الفاشر وقد اخذه السلطان محمد الفضل وعندما بلغ عبد الكريم سن الرشد منح قيادة بعض الفرسان فى حملة ضد العريقات ونجح عبد الكريم فى طرد البدو من آبار كارنوى فأعطاه السلطان قيادة الاقليم.
ورغم عراقة الفاشر وقدمها الى ان اسمها ارتبط الى حد ما بالسلطان على دينار حيث يقال “فاشر ابوزكريا” ويعود ذلك الى خصوصية قصر على دينار حيث كان مسكن السلطان وهو مبنى مكون من طابقين فى الوسط ومحاط بالحريم والمخازن ومساكن الحرس والاصطبلات وما شابهها.
وعلى كل كانت الفاشر مسرحا لحياة السلطان الخاصة والعامة وميدانا للتباهى والاستهلاك بواسطة الصفوة وحاضرة مزدهرة للعامة ولها اهمية اقتصادية وتجارية كبيرة جعلتها قبلة للتجار من الاقطار البعيدة ومن هذه الاهمية نبع الدور الكبير الذى لعبته الفاشر فى تاريخ دارفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق