الثلاثاء، 31 مارس 2015

الأمسية السادسة عشر
مع لونية أخرى من الوان الغناء السودانى
( غُنــــــــــا البنـــــــــــات )
الأربعاء 30 ديسمبر 2009
منصة المنتدى 
1/ الباحث الأستاذ / الشاذلى الفنوب
2/ الروائى الأستاذ /حمـود زيـــادة 
3/ الصحفى الأستاذ / محمد الـيمانى
الحضور من فنانيين و موسيقيين و صحفيين
* الفنانيين : 
1/ آسيا مدنى 2/ عبدالحفيظ بشارة 3/ علـى جـوجـو 
* مـوسيقيين
1/ عباس أبواللكيلك ( عـــــــــود ) و (و ليد جيتار )
* صحفيين :
1/ حمـود زيـــادة 2/ حبيـب نـــــورة 3/ أحمـــد مـالك 4/ سحـر رجـب 
كما تعودنا دوماً فى بداية كل أمسية من أماسى الخليل البدء برائعة خليل فرح ( عـــــــازة فى هـــــــواك ) أداها الموسيقار الأستاذ / عباس أبولكيلك بآلة الجيتار النورمل وشاركه الحاضرين بالأداء الصوتى لكلمات الأغنية .....
تفاصيل الأمسية :


سوف نتناول اليوم لونية من ألوان الغناء السودانى صارت ظاهرة تدعوا للحوار والنقاش للوقوف عليها من خلال مقارنة لها بين الماضى واليوم ... 
ولنبدأ موضوع أمسيتنا من الأمس :-
لقد كانت أغانى البنات فى تلك الحقبة الزمنية تقدم لإثارة الحماسة والدعوة لكل ماهو أصيل وجميل فى مجتمع جيل ذلك الزمان ....
والآن أترككم للدخول إلى عالم غُنا البنات مع ...
الباحث الأستاذ / الشاذلى الفنوب :
الحديث عن المنتوج النسوى فى السودان لايختص بالأغانى فقط ، فنجد أول من عمل ( لبس من الكتان ) هى المرأة وكذلك بقية المنتجات الحيوية اليدوية ....
وسوف نتناول اليوم تاريخ غناء النساء بالسودان 
* عن غُنا البنات لم نجد كباحثين فترة زمنية محددة لبداية إنطلاقتها فى عالم الأغنية السودانية ... ولكن من خلال ما تم العثور عليها كدليل على قدمها هى ( الكنداكة ) وهى مايسمى بـ ( الحكامات ) ... وللحكامات مجتمع قائم بذاته داخل الممالك النوبية القديمة 
* نجد أن هنالك تطور قد حدث فى بعض المناطق مثل ( النوبة فى الشمال ) فيما يختص بتوريث الحكم لابن البت وما الي ذلك 


فنجد دورهن بانه عندما هاجم الهكسوس مصر شاركن الحكامات باغانى الحماسة 
* طبعاً الإبداع الشعرى للمرأة له فكر خاص فاغراضه محتلفة واهدافه مختلفة بالتالي هو شكل ابداعي فهنالك نساء سودانيات أخذنا القدح المعلى فى هذا الإتجاه 
وفيما كتبه عن المك نمر يقول الناس بأنه لم يكتب فيه وإنما كتب فى ( اخيه عمارة ) وطبعاً لم يمت فى المعركة ولكنه توفى فى سريره ، ولذلك كتبت فيه تلك الأبيات تعبيراً عن عدم الرضى بالنهاية التى لم تجب أن تكون له , وإنما كان على أمثاله من الفرسان الشجعان الموت فى ساحات المعارك ... وهذه صورة جميلة ورائعة عكسته المرأة وهو يعتبر بمثابة توثيق لتلك الحقبة من خلال مثل تلك الأبيات التى تحمل الكثير من الدلالات والمعانى القيمة ...

موهو الفافنوس موهو الغليد البوص
ود المك عريس خيلا بجن عركوس
احى على سيفو البحد الروس
ما دايرالك الميتة ام رمادا شح
دايراك يوم لقا بدميك تتوشح
الميت مسولب والعجاج يكتح
احى على سيفو البسوىالتح

كذلك أيضاً موقف مهيرة بت عبود وقصتها مع الإنجليز من خلال مقولتها الشهيرة لهم
يا الباشا الغشيم قول لجدادك كر...
وهنالك أيضاً ( بت مسيمس ) وهى يمكن تكون معروفة لدى الكثير من الناس لأنها عاصرت عهدين ( التركية والمهدية )وكنموذج مما قالته 
قولن حى على الدولة ام نمش و نيشان
فوقها صال فارس اللقا ام دخان
شدولوا ركب فوق قارحا تغيان
فارس الجروة حامد اول القيسان

وهنالك نجد ( شريفة بنت بلال ) ولقد كانت تتباهى بـ خوضها للمعارك جنباً لجنب مع الرجال

فنجدها تقول أنا شريفة بنت بلال ***بت العسكر الدال *** أنا الحاربت مع الرجال ...

وأيضاً نجد ( رقيـة ود حبوبة ) وهى شقيقة المناضل ( عبدالقادر ود حبوبة ) نجدها تروى عن الصورة التى تم بها إعدام شقيقها والذى تم شنقه فى السوق ، فقالت :

الأعلان صدروأتلمت المخلوق

وبعيني بشوف أبرسوة طالع فوق


كان جات بالمراد واليمين مطلوق


ما كان ينشنق ود ابكريق في السوق
ونجد ( بنت مكاوى ) التي ادركت المهدية وتغنت لها وبها 
طبل العز ضرب هوينه فى البرزه
غير طبل امبكات انا مابشوف عزة
ان طال الوبر واسيه بالجزه
واما عم نيل مافرخت وزة 
وهنالك ( أم برعة ) نجدها كتبت فى الشيخ ( ود بدر ) وقالت :
الشيخ سيروه 
النصيحة ديك البريد الشيخ أنا ياناس بريده
* حتى الآن نجد أن لدينا حوالى ( 12 إمرأة ) ممن كتبن الشعر ، ومع الأسف حتى الآن لم يتم تدوين تلك الأغنيات التى يتغن بها باسمائهن ، وإنما يقال عليها ( أغانى تراث ) وهو إجحاف كبير فى حقهن ...

* وما سبق ذكره يعتبر نماذج بسيطة من المنتوج النسوى في فترة ماقبل الإستقلال أو إن صح التعبير فى فترة المهدية .
فاصل و نواصل
مع الفنانة المبدعة دوماً / آسيا مدنى 
و أغنية الشيخ سيروه
مداخلة من : ( الأستاذ / محمد اليمانى 
على الرغم من أن هذه اللونية من الغناء يطلق عليها إسم أغانى البنات ، إلا أننا نجد أن هنالك الكثير من الفنانيين تغنوا بتلك الأغنيات ، على سبيل المثال ( الكابلى – سيد خليفة - ابوداوؤد) ... لمـــاذا ؟؟؟!!! 
تعقيب من : ( الاستاذ الباحث / الشاذلى سوف نوضح هذه الجزئية من خلال سردنا للمرحلة التالية من موضوع الليلـة 
مداخلة من : ( الأستاذ الصحفى / حمودة زيادة 
لدى بعض الإضافات ، نجد أن المدخل لغُنا صعب اساساً ، وذلك لأنه كما تفضل الأستاذ / الشاذلى بذكره وهو عدم العثور على تاريخ يحدد الفترة الزمنية التى ظهرت فيه هذه اللونية من الغناء ... فغُنا البنات موجود فى كل المجتمعات 
فنجد مثلاً فى زمن الجاهلية كان ( نساء قريش ) يتغنين لتحميس الرجال فى المعارك ... وطبعاً للمرأة أسلوبها يختلف عن أسلوب الرجل ، فنجد مثل فى حالة الرثاء إذا أرادت المرأة أن تقول أبيات رثاء بالتأكيد سوف يكون بأسلوب مخالف تماماً للأسلوب الذى سوف يقدمه الرجل فى الرثاء ... أما عن النقطة الخاصة برثاء شقيقة عبدالقادر ود حبوبة المناضل ، فمعذرةً إننى لا ارى بأنه قد كان السبب الرئيسى لنضاله هو حرقته على ماكان يجرى فى أرض الوطن وثورةً على ماكان يقع عليه وإنما لم يثور ود حبوبة إلا بعد أن إستولى الإنجليز على مزرعته ، فلقد كان قبل ذلك مسالماً لهم !!! فعذراً مرةً أخرى ...
مداخلة من ( الفنانة المتألقة آسيا مدنى 
غنى البنات نابع من البيئة التى نولد ونعيش فيها ، وتلك الكلمات تكون نتاج تلك البيئة ، ونجد فى مواضع تكون إيجابية وفى أخرى سلبية ...
فاصل و نواصل 
مع الفنانة المبدعة دوماً / آسيا مدنى
وأغنية الليلة يا نعومة
مواصلة لتفاصيل موضوع الأمسية مع :
الأستاذ الباحث / الشاذلى الفنوب :
قبل المواصلة ، أغنية الليلة يانعومة التى تغنت بها الآن الفنانة آسيا مدنى هى من كلمات الشاعر ( السر دوليب ) وهى كتبت فى أوآخر الستينيات ... أردت من هذا أن أقول بانه ليس شرطاً يكون كاتب هذه اللونية من الغناء إمرأة أو من تؤديه إمرأة ...
*هنالك لونية أخرى ظهرت وميزت المرأة وهو منتوج نسوى بصورة أخرى ، ولقد كان ذلك المنتوج من نتاج الحرب العالمية الأولى ... وهو ظهور ( إيقاع التمتم ) ويعتبر هذا الإيقاع وآفد إلى السودان ، لقد أتى به جنود الحلفاء ....
ولقد إستخدمته مجموعة من النساء أمثال ( رابحـة تمتم – تومات كوستى وهن ام بشائر وام زوايد 
وحتى نؤكد علاقة دخول أو ظهور ذلك الإيقاع فى تلك الفترة المذكورة وهى الحرب العالمية الاولى ، نجد أن تومات الرديف قد أتيـن من حى الـ ( آر . دى . أف ) والذى تحول إلى حى الرديف ... وسنة 1907 يعتبر تاريخ توثيق أول أغنية بإيقاع التمتم وهى أغنية ( ) ... وتعتبر أكثر فنانة إشتهرت بغناء التمتم هى الفنانة ( رابحـة ) وذلك قبل ظهور ( تومات الرديف ) وكان يتغنى معها كشيال الفنان ( فضل المولى زنقار ) ... وهنالك فنانة أخرى وإسمها ( أم عقـاب ) وهى ظهرت فى العشرينيات ، وتحدث عنها الفنان ( حسن عطية ) وأخذ منها أغنية ( انت زعلان انا مابزعل وانت كان مبسوط ياسيدي بالاكتر)
وأيضاً هنالك الفنانة ( فاطمة خميس) والتى سجلت في اواخر العشرينات وهى ثانى فنانة سجلت شريط بعد الفنانة ( أم الحسن الشايقية والتى سجلت سنة 1927 ) وللفنانة فاطمة خميس أغنية ( قسيمالريد سبانا ) والتى كتبها لها ( محمد ديمترى ) مع العلم بأن ديمترى لم يكن شاعراً وإنما هو صاحب الـ ( بــازار ) وهو المحل الخاص بتسويق الأسطوانات التى كان يقوم بتسجيلها للفنانيين بالقاهرة... وأيضاً هنالك الفنانة ( مــارى ) وهى سودانية من أصول يونانية ، وكان لها صالون أدبى بامدرمان ، فى تلك الفترة كان هنالك صالونيين فقط صالون ( مــارى ) وصالون ( مبروكة الشهيرة بـ فـوز ) ولقد كانت تلك الصالونات الأدبية منذ أكثر من مائة عام فى أم درمان تلعب دوراً هاماً فى التأثير على الحياة الإجتماعية والسياسية والوطنية وبالأخص الأدبيـة ... ولقد قام أيضاً ديمترى صاحب البازار بكتابة كلمات أغنية لـ مـارى ، وللأسف الشديد جداً إن النص الخاص بكلمات الأغنية فقد 
* لقد أثرت الفنانة رابحة تمتم فى غناء الفنان ( زنقـار ) بشكل وأضح ، والذى تأثر بها من خلال ادائه الأغنيات معها ككورس فى فترة من الفترات ، وبالمناسبة أغنية ( جلابية بيضة مكوية ) ظهرت مع الفنان ( فضل المولى زنقار ) وهى من كلمات الفنانة ( فاطمة خميس ) يعنى هى ليست من نتاج جيل التسيعينات كما يعتقد الكثيريين من الناس !!! 
* وهنالك الكثير من النساء رفضن فكرة تسجيل أسطوانات وشرائط فى تلك الحقبة الزمنية ،ومنهمن رابحة تمتم فقط لم يسجل منهن سوى ( أم الحسن الشايقية سنة 1927 و فاطمة خميس 1929 )...
* ولقد بدأت المخاوف تداهم الفنانيين فى تلك الفترة من تلك اللونية التى بدأت تهدد أغانيهم والتأثير عليها أو بمعنى أصح كما يقال سحب البساط من تحت أقدامهم ، وكما إعتقدوا بأنها سوف تؤثر على لونية الغناء السودانى ، وذلك بعد أن تأثر بها بعض الفنانيين الرجال وتغنوا ببعضها ...
* و أيضاً أغنية مثل أغنية ( العجب حبيبى ) نجد بها شئ يوحى ويؤكد بأنها أيضاً من تلك الحقبة وهى الجزئية التى يقال فيها ( راكب البسكليتة ) وهى مسمى كان يستخدم فى تلك الحقبة الزمنية فقط فى السودان ، والتى فيما بعد إستخدم لها كمسمى كلمة ( العجلة ) وصارت فى الأغنية في حقبة تالية ( تكل العجلة برة وماقاصد مضرة) ...
* ولقد تم محاربة غناء التمتم بقوة ، وذلك لأنه ظهر فى فترة كانت سيؤثر فيه على غناء الـ ( حقيبة ) وعليه قام الفنان ( سيد عبدالعزيز ) بالكتابة للفنان ( زنقار ) كلمات أغنية (انا راسمي قي قلبي صورة الباسم اهي دي ) وهى أيضاً بإيقاع التمتم ولكنه إيقاع مترفع بعض الشئ عن التمتم المألوف والكلام المكتوب ذو معني ومضمون ...
* فمثلاً لو أخذنا أغنيتى الفنان ( محمد وردى ) ( سوات العاصفة و الناس القيافة ) نجد ان هنالك فرق كبير بين الاغنيتين مع العلم بان شاعر الاغنيتين واحد ابو قطاطي 
* وتعتبر أغنية الفنانة فاطمة خميس ( ياسيد الكرفته حبك حماني النوم) هى السبب الرئيسى فى قيام الفنان سيد عبدالعزير بالتصدى لغُنا التـمتـم 
فاصل و نواصل
مع الفنان المتألق عبدالحفيظ بشارة
وأغنية ... قالوا الرديف عمران
مع الفنانة المبدعة دوماً آسيا مدنى
وأغنية ... سلام للملك فاروق
مع الشاعر المبدع ( ملهم كردفان )
وقصيدته ... ضحكتك بركان حنان
وهى قصيدة كان قد لحنها وتغنى بها فى الأمسية بمصاحبة الحضور
وبالمناسبة الأستاذ / ملهم كردفان من المواظبين فى الحضور بصورة منتظمة لأمسيات المنتدى وهو يحضر إلينا من مدينة طنطا ، أى يتحمل أعباء مسافة 190 كيلو ليشرفنا بحضوره البهيى فله التحية والتقدير على هذا التقدير والإهتمام الرائع بالحضور الدائم ...
مواصلة لتفاصيل موضوع الأمسية مع :
الأستاذ الباحث / الشاذلى الفنوب :
* هنالك فترة فنانى ( الطنـابـرة ) وهى الفترة التى سبقت غناء الحقيبة ... ومنتوج الطنابرة منتوج زكورى فقط لم نجد فيه للمرأة أى مشاركة ، وإن كانت هنالك بعض المشاركات النسوية فى تلك الفترة وهى كانت مشاركات ( مخفية ) بمعنى أن النساء كن يتغنيين فيما بينهن فقط وفى الخفاء الشديد حتى لأيحس بأدائهن أى من الرجال ...
* كلمتى ( دلـوكة و ُّدهًلـة ) هى كلمات هندية ، وتعنى كلمة دهلة فى السودان (الشتم) ، ولقد كانت هنالك مجموعة فنية من بلاد الهند فى مرور بمنطقة باب المندب للجزيرة العربية ، إلا أنهم لم يقوموا بإدخال تلك الآلات الإيقاعية ( الدلوكة والدهلة ) فى بلاد أفريقيا سوى فى السودان ويمكن أثيوبيا ، وبعدها عبروا لجنوب افريقيا لتتوغل بعد ذاك لقلب افريقيا وكانت تلك الآلات عندما أدخلها الهنود مصنوعة من الخشب ومكسية بالجلد ، إلا أن نساء السودان قامن بصناعته من الأزيار وشدن جلد الماعز عليه ... وتم صناعة الدلوكة من الزير والُّدهُلة من القلة ، فبعد أن كانت هاتيين الآلتيين الإيقاعيات دخيلتيين على السودان إلا أنهما صارتا أساسيتيين فى أغانى النسائية 
* من أوائل ثلاثينيات القرن المنصرم – عندما قام الفنان سيد عبدالعزيز والبازار والعبادي و عتيق و غيرهم بعمل تضيق خناق على أغانى التمتم ، حتى صارت غناء ( سـباتا ) وهو لونية غنائية معروفة فى السودان 
* ونجد أن غناء (الدلوكة) يختلف عن كل من أغانى الـ (الجرتق – الصبحية – قطع الرهط – السيرة – الحنة – البنينه ) ... وفى مجملها هى عدد من الونيات الغنائية المختلفة وكلها من المنتوج النسـائى ، ولقد تم تضيق الخناق عليها حتى صارت فى تلك اللونيات ... ولم تظهر إلى الساحة الغنائية مرةً أخرى إلا فى سبعينيات القرن الماضى ، لأنه كان ممنوع تسجيل تلك اللونيات فى الإذاعة ، مما مكن سهولة محاصرتها فى تلك اللونيات فقط ...
* ولقد ظهرت فى السبعينيات وتقريباً فى 77 – 78 الفنانة ( حنـان بلـوبلـو ) والجديد الذى ظهر معها فى غناء البنات هو الرقص ... فأيضاً واجهت حنان بلوبلو العديد من المضايقات والهجوم والمحاربة العنيفة بشتى السبل لتضيق الخناق عليها ، مثلما ثار بالأمس على قرينتها فاطمة خميس الفنانيين فى تلك الحقبة أمثال سيد عبدالعزيز والعبادي وسرور وكرومة ... إلا أنها كما ذكرت بقدر ما كان هنالك من يريدون إبعادها وإقصأها عن الساحة ، كان هنالك من يقفون بجوارها ويؤازرونها ويشدون من أذرها لتتمكن من مواصلة مشوارها الفنى بقوة وثبات ...وتمتلك حنان بلوبلو أكثر من 80 أغنية .....
* لقد كان هنالك رجل إسمه ( طلسـم ) ولديه ماشاء الله من البنات سبع ، درس منهن ثلاث بالمعهد الموسيقى وهـــن ( هـادية – آمـال – حيـاة ) ولقد أطلق عليهـن البروف ( على المك ) لقب ( البلابل )واللآئى يُعتبرن إضافة قوية وكبيرة للأغنية السودانية ، وأول أغنية تغنن به هى أغنية ( مشـينا ) وهى من كلمات الأستاذ ( سـيف الدين الدسـوقى ) ومن ألحان الموسيقار ( بشير عباس ) الذى ساعدهم كثيراً جداً فيما وصلنّ إليه وفيما أضافهن للأغنية السودانية من حلاوة وجمال وروعة وأعطاه رونقاً متميز وخاص ... متعهن الله بالعافية وعوداً حميداً لهم لمواصلة ما إنقطع من عطائهن الثر ، وحقاً أرى فى عودتهن إنتشال لتلك اللونية من الركاكة والإنحطاط الذى ألم به فى زمن البدع والعجائب ، وإعادته إلى صورته الجميلة التى كانت عليه فى زمنهن الجميل الذى يبدو سوف يعود بعودتهن مرةً أخرى ، فلهن التحية والتجلة .
ثم الفنانة ( سمية حسن ) وهى تعتبر أيضاً من اللآئى أضفنا الجديد للغناء النسائى ، حيث رجعت غناء الحماسة وغيره من الغناء النسائى ، ولقد أضافت الكثير للمنتوج الغنائى النسوى الذي امتاز بشئ من الجدية النضوج
مداخلة من : ( سـلوى حمـاد )
ماذا تعنى كلمـة ( تُم تُم 
وكيف كان التسجيل يتم زمان وكيف يتم اليوم ...
إجابة على التساؤل من : الإستاذ الباحث / الشاذلى الفنوب :
التم تم عبارة عن ايقاع دخل السودان عن طريق جنود الحلفاء
أما عن التسجيل ... لم يكن هنالك زمان إجازة للصوت ، فمثلاً كان صاحب البازار محمد ديمترى يقوم بخبرته بإختيار بعض الفنانيين ويأتى بهم للقاهرة ويقوم بتسجيل أسطوانات وشرائط لهم ، أى أن الأمر زمان كان غير 
فمثلاً الفنان ( محمد كرم الله ) لم يكن مجاز الصوت ...
وكإضافة للجزئية التى قالها الأخ الصحفى ( حمودة زيادة ) والخاصة بصوت الفنان ( زنقار ) ، لقد تم إجازة صوته من قبل الفنان ( سرور ) ولجنة مكونة من ( العبادى و يوسف حسب الله)
ونجد بأن الفنانة ( فاطمة خميس ) الذى قام بإجازة صوتها للتسجيل هو صاحب البازار ( محمد ديمترى )...
مداخلة من : ( الشاعر / ملهم كردفان 
نحن نمتلك العديد من الإيقاعات الجميلة والغنية بالنغمات الإيقاعية القوية والمحركة للوجدان ، مثل إيقاع ( الدليب ) كما أن إيقاع التم تم نمتلك منه أنماط أخرى ، فإن إيقاع التم تم قام بعض الموسيقيين الإيقاعيين بتطويره وجعله يعزف بأكثرة من طريقة وعلى رأس أولائك أذكر الأستاذ العظيم ( جعفر فرج إبراهيم الشهير بـ حرجل ) رحمه الله ،،، وهو الذى حول آلة الإيقاع ( البنقز ) من قطعتيين إلى ثلاث قطع وكان قبل وفاته جعلها تعزف على أربع قطع ، وكان يعزف التم تم بـ ستة طرق مختلفة ، وكذلك الحال مع المردوم ... وما أردت أن أقوله من خلال ذلك هو ياريت لو نتمسك بأن إيقاعاتنا هى الأساس ...
مداخلة من : ( الصحفى / محمد اليمانى )
نجد أن البنات زمان كُن يتغنيين مثلاً مرة ( للمعلم ) وأخرى ( للدكتور ) وتارة ( للجندى ) ومن ثم ( للمغترب ) وأخيراً 
( لراجل المره ) ، فتلك الجزئية تقودنا إلى أن البيئة التى نحيا فيها هى التى تؤثر فينا ليكون النتاج مثل تلك الأغنيات التى تصور بعض الحالات الظاهرية فى مجتمعنا ، فدوماً تكون الكتابات لتحقيق غرض من الاغراض فى مايسمى بغُنا البنات ...
مواصلة لتفاصيل الأمسية مع :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
* هنالك أعنية تغنى بها الفنان ( عثمان حسين ) وهى أغنية ( طيبة الأخلاق ) فلقد إكتشف بعد مرور 25 عاماً بأن من كتبها هى إمرأة ،،، ففى تلك الحقبة كان النساء يهابن إظهار أنفسهن فى الساحة الفنية ككاتبات نصوص ...

مداخلة من : ( الشاعر / ملهم كردفان )
نجد أن هنالك أشياء كثيرة متراكمة كان لها الأثر المباشر فى لونية تلك الأغنيات ، مثل المجاعات والحروبات والجفاف والتصحر وتلك الأسباب مجتمعة كان لها الأثر الأكبر فى تدهور الناحية الأقتصادية بالبلاد مما كان له الأثر السلبى على حياة الفرد ومجتمعة وبالتالى التأثير على سلوكه العامة وظهور العديد من الظواهر السيئة التى نتج مع مثل المنتوج المتردى من الأغنيات التى نسمعها اليوم ... فاليوم مجتمعنا يعانى من خلل كبير فى منظومته الأجتماعية ...
مقارنة للونية أغانى البنات بين الأمس و اليوم مع :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
* لقد ذكرنا بأن تلك اللونية حتى الثمنينيات من القرن الماضى كانت مقبولة ، أما فترة التسيعينيات ومابعدها تعتبر جميع الأغانى وليس غُنا البنات فقط فى طريقها للركاكة والإنحطاط ... وليس هنالك أى منتوج يمكن أن نقف عنده ، سوى لفنان أو إثنيين فقط ممن لهم أعمال حقيقية ، وحتى إذا تم إنتاجه سيولد ضعيف ومشوه لأن البيئة التى سيولد بها بيئية مصابة بالعديد من الأوبئة المستوطنة والوافدة التى حتماً سيكون لها الأثر الأكيد على ما سينتج فى ظلها ...
* وعلى سبيل المثال نجد فى مصر بأن الفنان ( أحمد عدوية ) لقد حورب فى فترة الثمنينيات محاربة كبيرة جداً وهوجم بشراسة من قبل فنانى ذلك ... وسبحان الله نجد أن نفس الفنان اليوم هو مرجعية الفنانيين الشعبيين من الجيل الحالى وبل يمكن الفنانيين العرب عموماً ...
* ونجد اليوم بالسودان نجوم حفلات الشباك هم ( طه سليمان و أحمد الصادق 
مداخلة من : ( الأستاذ / محمد محجوب ) :
ليس من يتغنون فى جيل التسيعينيات ومن بعدهم جميعهم يتغنون بأغنيات ركيكة ، فهنالك الفنان ( محمود عبدالعزيز ) قدم أعمال جيدة وجميلة ومقبولة ولقد حورب لانه رفض التغنى لحفلات خاصة بالنظام ...
تعقيب من : ( الصحفى / محمد اليمانى ) :
للأسف الشديد ليست المسألة مسألة بأنه حورب وأنما المشكلة الأساسية لعدم التطور الملموس ليس فى المجال الغنائى وإنما فى سائر المجالات سواء الرياضية أو حتى العلمية ،،، السبب الرئيسى بأننا نفتقد للطموح الذى يقود إلى الخلق والأبداع وتقديم ما يفيد مجتمعاتنا والبشرية ...

نماذج من المنتوج الغنائى النسوى عام 1930 على سبيل المقارنة للمنتوج النسوى اليوم
المهيرة عقد الجلاد وين يا عروسنا عريسك غلبه الثبات*
الليل ليلالعروس بت السرور العظمة *
الله لي الليمون سقايته علي يا زول انا*
الليلةمسافر انا انا و ما جبر الخاطر كم سنة*
يا قلبي لا تهوى تاني لقيت في الغرامذلي و هواني*
هجروني و هجروني الليلة ما ذنبي*
الناس اتغيروا الزول دا كانزولي قرار اتخذته لازم يتم ريدي*
انا يا ليالي انا تعود اللياليبالهناء*
فريع البان انتنى و الله يعلم جننتنا*
انا غيرك ما حبيت يا حبيبيو لو مت ذنبي عيك *
عزاز علينا شالو نوم عينينا فراقهم جبري لا لا ما بايدينا*..
تسافر كيف تخلينا لشوقنا و ذكرى ماضينا كيف بعدك يكون الحال كيف تصبح ليالينا*
تقوم بينا العربية تودينا للسادة*
بلالي وين نادوا لي و الريد قسميا عيني*
الاقي وين انا الفي العصر مروره*
انا يا ناس الله ليالليلة*
ما ردالي تحية دموعي سالت و المنام ابى لي العجب حبيبي*
عزيز عليالبكاء ما بجيبه لي انا وينه عيني*
عزيز و عزيز غنانا يا ليل و دا العكر صفانايا ليل*

مقارنة بين القديم و الجديد مع :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
* لقد تحدثنا عن أن أى إنتاج نسائى تؤثر عليه البيئة التى يعيشن عليها ... 
فمثلاً عندما يقول ( الحـردلـو الشـم خوخ بردن ليالي الحره 
* ونجد أيضاً بأن اللغات تختلف فى العديد من مناطق السودان ، فلو ذهبنا على سبيل المثال إلى مناطق ( الشايقية (نجد لاشوقة ترد الشوق ولا رداً يطمن اريتك تبقي طيب انا البي كلو هين)
ولو ذهبنا إلى مناطق ( المناصير ) نجدها مناطق جافة وحجرية ، ولذلك نجد أن منتوجهم ضئيل جداً فى غناء التراث .....

الأغراض التى من أجلها يكون منتوج غُنا البنات
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
* دوماً عندما نعود إلى المنتوج القديم نجده جميل ومعتق وأقوى ، وفيه لغة وإبداع وأغراض هادفة وبناءة ساهمت فى الوصول إلى العديد من الحلول للكثير من القضايا الإجتماعية الحيوية ...
* فمثلاً عندما نجد ذكر كلمة ( مكسـيم ) كمعطيات دخيلة فى تلك الحقبة الزمنية التى قيلت فيه ، مقارنةً بالمعطيات الدخيلة التى تقال اليوم مثل ( الدش ) ومثلاً غناء الفنانة ( فاطمة خميس ) ( للكرفتة ) وغناء المرأة اليوم ( راجل المرة حلو حلا ) فماذا نستنتج من مثل تلك الأغنية هل هذا يدل على أن الرجال أصبحوا نادرى الوجود حتى يصير الامر بالبنات الفتوات البحث عن رجال متزوجون ولا ممانعة فى الزواج به ؟؟؟!!!
مداخلة من : ( الصحفى حمودة زيادة ) :
تعتبر حياة المدنية الحديثة المؤثر الرئيسى فى سلوكيات طلب الزواج – حيث صار الزواج بالنسبة للمرأة اليوم شبه الردة لأنها تتمرد اليوم من أجل الزواج على كل القيم والمبادى والأعراف للزاج بمن تحب ، وعليه عندما تقول المرأة اليوم راجل المرأة دا حلو حلا أكيد هنالك سبب دفعها لمثل هذا القول ، وعلى المجتمع البحث للوصول إلى ذلك السبب أو القصور الذى أدى إلى ظهور مثل تلك الظاهرة القولية والتى صارت فعلية ...
ضعف الأغنية السودانية اليوم 
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
لماذا نجد بأن الأغنية السودانية اليوم صارت ضعيفة ؟؟؟!!!
يعود ذلك إلى أن الأغنية السودانية فى الزمن الماضى كان له مؤسسة ، فنجد عندما يقوم أحد من الشعراء بكتابة نص ، يكون هنالك فنانيين من أمثال سرور وكرومة والامين برهان يقومون بتفنيط ذلك النص ونقد اى جانب سيئ فيه وتعديله وإذا كانت غير جيدة وهذا ماكان من المستحيلات أن يوجد نص غير جيد فى ذلك الزمان يتغنى به ، ويمكن يعود الفضل فيه إلى تلك المؤسسة القوية التى كانت موجودة ولاتسمح بتمرير أى نص غير جيد مهما كان من كتبه والعلاقة التى تربطهم به المهم كان تقديم العمل الجيد الذى لايخدش الحياء ويجرح المشاعر ....
واليوم نحن نفتقد لتلك المؤسسة القوية ... ولذلك تجد اليوم بأن النص بعد كتابته مباشرةً يلحن فى لحظته دون أى رقيب عليه ويتغنى به ولا تجد من يتصدى له ويحارب ظهوره ...أى أن فقدان المؤسسة الفعلية بصورة عامة ، هى التى أدت إلى ضعف الأغنية السودانية ودخوله فى هذه الدائرة السحيقة ، إضافةً إلى التدنى الإقتصادى الذى أيضاً ساهم فى ضعف وتدنى الأغنية السودانية ...
كما أن من الأشياء التى ساهمت بفاعلية شديدة فى تدنى مستوى الزوق السودانى الذى كان من أقوى مستويات التزوق بشهادة كوكب الشرق التى قالت فى زيارتها للسودان فى سبعينيات القرن الماضى بأنها لاتها الوقوف فى حفلاتها التى كانت تنظمها بالأقطار العربية إلا من الوقوف والتغنى أمام الإنسان السودانى الذى أعلم عنه تماماً بأنه يتذوق الفن جيداً جداً ...نجد بأن ما أثر على ذلك المستوى الزوقى هى شركات إنتاج الكاسيت التى تتعاقد مع فنانيين بشروطها وتفرض لونيات الأغانى الرديئة التى ترى فيه إسهاماً لتوزيع منتجها البخس الفاقد للقيمة الفنية ، وهو ما ساهم فى إفراز لونيات بمثابة أشباه فنانيين وشعراء ومستمعيين أيضاً ...

مداخلة من : ( الصحفى أحمد مالك )
أعتقد بان المؤسسة السياسية لها تأثير مباشر فى التدهور الذى حاق بالفن السودانى ، وكذلك الإتجاهات السياسية فى دول أخرى مثل مصر والتى صنع فى عهد عبدالناصر نجوماً بقامة عبدالحليم وأم كلثوم ، فأين أمثالهم اليوم الآن رغم وجود محمد حمزة وهو واحد ممن كتبوا روائع الفنان عبدالحليم حافظ ، فكذلك الحال فى السودان فمازال الشعراء هم نفس الشعراء اللذين كتبوا كل ماهو جميل بالأمس ، ولكن النظام السياسى الموجود ملاء المنافى بمطربى وعازفى وشعراء الأغنية السودانية أيــاً كانت لونيتها ...
عـودة للتفاصيل مع :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
*نجد هنالك العديد من الأغانى التى تكتبه المرأة للرجل ، وأخرى تكتبها لنفسها ، وأخرى لخدمة مصلحة الوطن ...........
وهنالك أغنية مثل أغنية ( من الساعة 6 ) وهى تعتبر لتحقيق أغراضهن الشخصية ...
* إننا لم نتطرق فى سردنا إلى غُنا البنات فى المناضلة :
* هنالك العديد من الفنانات اللآئى تغنيين من أجل النضال ضد المستعمر امثال الفلاتية والطقطاقة وهن أضفن الكثير والكثير للاغنية السودانية ... وتعتبر الفنانة ( حوا الطقطاقة ) هى الفنانة السودانية الوحيدة الحافظة لغناء السيرة والبنينة فى السودان ... ونسأل الله أن يمتعها بالصحة والعافية ويمد لنا فى عمرها ...
* أريد أن أقول بأن الغناء الموجود اليوم هو غناء ضعيف وركيك وغير جميل ، ونحتاج إلى وقفة قوية من الجميع للتغير وتلك الوقفة ليست مقصورة على الصحفيين فقط وإنما هى فرض على جميع شرائح الوطن ...
* فهل يعقل بأن فننا الجميل اليوم صار على لونية ( راجل المرة دا حلو حلا ) لايعقل على الإطلاق ان يكون هذا هو ميراث جيل الطنابرة والحقيبة وجيل الستينيات ... 
* إضافة من الأستاذ الصحفى حمودة زيادة ( زى مابيقولوا هنا زيادة توكيد للركاة والإنحطاط الذى وصلنا إليه ) : مثلاً ذى أغنية تقول ( نمسكها من برى ونقطع الكبرى ) كلام مبتذل وفارغ لاطعم ولا لون له ، فهل هو شرح لخريطة الخرطوم برى أم هى كلمات أغنية ؟؟؟!!! لاندرى ... ولكن للأسف الشديد هذا هو معطيات زماننا ... وسوف يظل غُنا البنات بالأمس واليوم يعبر عن منتوج من واقع معاش سواءً كان ذلك بالأمس أو باليوم ، ويعتبر طرفين نقيضين ، وأرى بأنه من الصعب جمع الناس على طريق واحد ... فقط نسأل الله الإعانة على عودة حياة الزمن الجميل إلينا مرة أخرى ...
نماذج غنائية قبل الختام
مع الفنانة المبدعة دوماً آسيا مدنى
وأغنية طيبة الأخـــــلاق
مع الفنان المتألق عبدالحفيظ بشارة
وأغنية زى ما كنا زمان
خاتمة الأمسية مع الباحث الأستاذ / الشاذلى الفنوب
وفى ختام الأمسية كما المعتاد كان مسك الختام مع مقطوعة الخليل عازة فى هواك والتى أداها جميع الحاضرين وهم وقوف بمصاحبة 
آلة العود 
وإلى أن نلتقيكم فى الأمسية القادمة يوم 15/1/2010 مع القامة ( علـى المـك )
وكل عام وأنتم بألف خير 
مع تحيات منتدى الخليل الثقافى بالقاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق