منتدى الخليل الثقافى
الأمسية الواحدة والعشرون
15 مارس 2010
مع
عندليب السودان ( زيدان إبراهيم ) بين الأمس و اليوم
منصة الأمسية
1/ الأستاذ الباحث ( الشاذلى الفنوب ) 2/ الأستاذ الشاعر ( عبدالمنعم الكتيابى ) 3/ المخرج والممثل ( عبدالعظيم حمدنالله )
4/ الأستاذ الشاعر والصحفى ( زين العابدين أحمد ) 5/ الأستاذ الفنان ( صلاح باشرى ) 6/ الأستاذ الصحفى ( اليمانى )
مشوار العندليب مع :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب
* هو ( محمد زيدان إبراهيم ) ولد بحى العباسية بامدرمان فى منتصف الاربعينات ،،، من أب من قبيلة الزاندى بجنوب السودان ووالدته من قبيلة التعايشة بغرب السودان , بدأ مراحله الدراسية الاولية بمدينة كادوقلى حيث كان يعمل بها والده وعاد مرة اخرى لامدرمان ليواصل بمدرسة بيت الامانة والمرحلة الوسطى بمدرسة حى العرب والثانوى بالاهلية امدرمان . فى مرحلة الثانوى انضم الى فرقة الموسيقى المدرسية تحت اشراف الاستاذ محمد قاسم المسؤل عن النشاط الموسيقى بالمدرسة و بدات موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدى لاغانى الكاشف وابراهيم عوض ورودى والكابلى تعلم العود تحت اشراف الموسيقار صالح عركى عام 1960 ...
* من الملاحظ دوماً بأن الغالبية العظمة من المبدعين المبرزيين فى أى مجال من المجالات العلمية أوالفنية أو الأدبية أو الرياضية ... إلخ ،،، نجده نتاج تماذج بشرى بعيداً عن إطار إبن العم وبنت العم وصلات القرابة اللصيقة ،،،
* لقد ذكر لى الاستاذ الفاتح الطاهر بأن الفنان ( الكاشف ) كان فى الأربعينيات يعمل نجار ولقد عمل لزيدان ( مشاية ليتعلم بها المشى ) ...
* كان بحى ( العباسية ) مجموعة من الناس أمثال عمر الشاعر والتجاني حاج موسي وغيرهم ساهموا بقدر كبتر في تكةين شخصسة زيدان الفنية
مواصلة مع الفنان صلاح باشرى
* لم يبداً زيدان فناناً ( مغنياً ) وإنما بدأ عازفاً لآلة الناى بالمدرسة ، وتحديداً مدرسة أم درمان الأهلية ...
* وفى بدايته الفنية كمغنى ،،، تغنى بأغنيات لفنانيين أمثال ( الكاشف – إبراهيم عوض – محمد وردى ) وكان يسمى بـ ( وردى الصغير ) حتى تمت إجازة صوته فى عام 1963 م وبعدها بدأ إنطلاقة مشواره الفنى فناناً مبدعاً ...
المخرج والممثل عبدالعظيم حمدنالله
* منذ إفتتاح المعهد العالى للموسيقى والمسرح ، تعاقب عليه الكثير من العمداء ،،، إلى أن جاء دكتور ( الفاتح الطاهر ) وكان مغرماً جداً بالفنان زيدان إبراهيم ، فذهب لزيدان بالمنزل وطلب منه أن يحضر ليدرس بالمعهد ،،، وكان هنالك إعتراض على طلب د/ إبراهيم الطاهر من قبل مجموعة من أعضاء إدارة المعهد بخصوص إلتحاق زيدان بالمعهد ،،، ولكنه إستطاع من إقناعهم بموهبته الفنية العالية ،،، ولتخطى مشكلة زيدان العمرية تم تقديم إختراع بإتاحة فرصة للراشدين ، وإتيحت من خلال الإختراع فرصة لخمس أفراد من ممثليين وفنانيين وموسيقيين ...
* وفى إحدى أيام الدراسة بالمعهد وجد دكتور الفاتح الطاهر الفنان زيدان يحمل كتبه ويخرج من قاعة الدراسة فى طريقه إلى خارج بوابة المعهد ، فسأله الدكتور ( ماشى وين يازيدان ؟؟؟ !!! ) فرد عليه زيدان ( والله يا دكتور الكراسى بتاعتكم دى ناشفة شديد ماقادر إستحمل القعاد عليها ) ، ومنذ تلك اللحظة ترك زيدان المعهد ولم يعد إليه ...
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب
* لقد ذكر الأستاذ صلاح باشرى بأنه بدأ رحلته الفنية بمدرسة أم درمان الأهلية ، هذا صحيح ،،، وساعده فى ذلك الأستاذ الشاعر ( عوض احمد خليفة. ) ، ولقد تمت إجازة صوت زيدان بواسطة ثلاث أغنيات وصار بعدها الفنان زيدان إبراهيم ، فنان الشجن المحبب الأول فى الساحة الغنائية منذ إنطلاقته إلى يومنا هذا ...
* لقد تميز زيدان فى غنائه بالشجن ،،، ولا أعتقد بأن ليس هنالك أحد يسمع زيدان .. وأجزم تماماً بأنه الفنان الوحيد الذى لاتوجد لديه اغنية ضعيفة ،،،
* وكذلك التباين فى التعامل مع الأشياء والتباين في الشعر والملحنيين جعل منه كتلة فنية قوية .
* كان لزيدان هدف معين أحب الوصول إليه ...
* وهو أحد المدارس الغنائية السودانية المتفردة ....
* ويعتبر نادى العباسية ، ومن خلال منبرها الثقافى كانت إحدى الكيانات التى ساعدت زيدان إبراهيم فى إنطلاقته الفنية بقوة وثبات الواثقيين ...
الشاعر والصحفى زين العابدين أحمد
· إن المنطقة التى عاش بها زيدان ، هى منطقة ثرية بالآداب والفنون ، لما كان لها من حظ بتواجد عمالقة من شعراء وفنانيين وأدباء وعازفيين و ملحنيين ،،، محدثةً بذلك تلاقح ثقافات ،،، تبلورت وأنتجت الكثير من المبدعيين ،،، ومنهم زيدان الذى نشأ وعاش فى أحضانها بكل حواسه وجوارحه ،،، فصار زيدان الفنان المبدع المتفرد بلونيته الرائعة وشخصيته المتميزة ...
المخرج المسرحى والممثل عبدالعظيم حمدنالله
* اليوم وما أدراكم ما اليوم ... حيث نواجه بكم من فنانى الجيل الحالى ،،، حيث الحيرة فى كيفية خلق منتوج فنى يشبههم !!!
* لو أخذنا الفنان ( الكابلى ) نجده قد بدأ يتغنى بالعربية الفصحى وإستطاع أن يخلق له جمهور من عشاق لونيته الغنائية ،،، وكنموذج آخر الفنان ( مصطفى سيد أحمد ) بدأ الغناء بأغنية ( تحرمنى منك – وغدار دموعك ) ومن ثم إستطاع من خلال أعماله الخاصة أن يخلق لنفسه جمهور يعشق فنه المتميز ... ونجد بأن الفنان ( محمد وردى ) فى بداية أغنياته الثورية تغنى ( لجعفر نميرى ) ومن ثم بدأ يتغنى للوطن ،،، وإستطاع من خلال أعماله الوطنية أن يخلق جمهوراً من الوطنيين ....
* ما أردت قوله من خلال تلك النماذج التى ذكرتها ،،، هو بأن جيل العطاء من الفنانيين كانوا يعرفون جيداً لمن يتغنوا ،،، لذلك صمدوا رغم الكثير من التحديات والصعوبات التى واجهتهم ،،،
* ولو أخذنا مقدمات زيدان لأعماله الفنية نجدها مقدمات قوية وذات شجن ،،، ونجد جمهوره جمهور عاشق ذواق للفن ...
* ومن الجيل الحالى لو أخذنا الفنان ( محمود عبدالعزيز ) نجد بأنه كون جمهور من ( المغامريين ) وذلك نتاج غنائه المغامرى ...
* مـوقف فنى ::: فى إحدى المناسبات ، إلتقى الفنان ( الكابلى ) و ( محمود عبدالعزيز ) ،،،
فتم تقديم الفنان الكابلى ليقدم فاصله الغنائى ،،، ولكن الكابلى طلب من محمود عبدالعزيز أن يتقدم ويتغنى ،،، وذلك لأن الفنان الكابلى وجد بأن الجمهور الموجود هو من جيل المغامرين ،،، وفضل الإنتظار لحين حضور عشاق فن جيل الشجن والشوق ... وبعد ذلك تغنى الكابلى لجمهوره الذى حضر للإستماع إليه ...
* ونجد بأن الفنان زيدان إبراهيم كون ثنائية مع الأستاذ ( عمر الشاعر ) ...
* فى إحدى الحفلات التى جمعت زيدان مع الفنان ( على اللحو )
*يقال بأنه بعد أن رحل زيدان من العباسية إلى الحاج يوسف ،،، وفى إحدى الأيام كان زيدان مدعواً فى إحدى المناسبات ،،، وبعد أن إنتهت المناسبة فى وقت متأخر من الليل ، طلب صاحب الدعوة من أحد معارفه توصيل الفنان زيدان إلى منزله ،،، وبدأ زيدان فى إرشاد السائق إلى طريق منزله إلى أن أوصله إلى منزله القديم بالعباسية ،،، وعندما دخل زيدان المنزل ودخل إلى الحجرة التى كانت تخصة لم يكن أحداً موجود بالمنزل ، وعندما حضرة صاحبة المنزل ووجدت أحد الغرباء بالمنزل صرخت ، فتجمع أهل الحى ،،، ووجدو بأن الرجل النائم هو زيدان إبراهيم ...
** ومن الأشياء التى لانجدها اليوم ( روابط الفنانيين ) ،،، ففى الزمن الذى ولا كنا نجد روابط معجبيين للفنانيين وكان لتلك الروابط مهام إجتماعية وكانت منتشرة بكثرة ...
** ونجد عندما يكتب شعر غنائى لمحمود عبدالعزيز يفرق من نوعية الشعر الغنائى الذى يكتب لزيدان إبراهيم ،،، وما يكتب للفنان ( كمال ترباس ) يفرق مما يكتب للفنان ( أبوعركى البخيت ) ... ومن هذا أريد أن أقول بأنه كلما حدد الفنان الواعد أو الشاب لونيته الغنائية كان ذلك أفضل للشعراء مريح لهم ...
الباحث الأستاذ الشاذلى الفنوب :
* أعتقد بأن الحوار الذى دار الآن هو حوار قيم ،،، وهو بين جيل زيدان و من أتوا من بعدهم ،،،
* فنجد بأنه عندما أُستمع إلى زيدان إبراهيم كان ذلك فى عام 1957 ، وعندما تمت إجازة صوته ،،، وهذا يعنى بأنه عانى وصبر وصمد لأنه كان واضع هدفاً ،،، وأنا متأكد بأن زيدان قبل أن يمتلك أغنياته الخاصة ، كان يحفظ أكثر من 100 أغنية ...
* والفن رسالة فى المقام الأول وليس من أجل المادة ،،، وللأسف نجده اليوم ليس برسالة وإنما من أجل المادة .
* ومما لاشك فيه إن الذى يربط فنه مع تجارة سوف يفشل فى أحدهم ...
* وعن علاقة زيدان إبراهيم بأغانى الشجن ،،، نجد ذلك نابع من خلال الجوء الذى نشأ فيه زيدان ،،، حيث أنه صار وحيداً بعد فقد أبيه ولم يكن له أحد سوى والدته ،،، ولذلك نجد أن علاقته بوالدته فوق الوصف ولذلك لم يكن هنالك شئ يهمه فى هذه الدنيا أكثر من أن يرضى والدته ...
فقرة غنائية مع الفنان صلاح باشرى
يتغنى فيها بـ ( تمر أيام – قف تمهل – أقول أنساك لابدا )
فقرة شعرية مع الشاعر الصحفى زين العابدين أحمد
يقدم فيها من أعماله ( إبتسامتك – سيبتنا بإرادتك )
عودة لطريق زيدان مع المخرج المسرحى عبدالعظيم حمدنالله :
* نجد بأن حول الفنان زيدان تنطلق الكثير من الشائعات الحقيقية وغيرها ...
* وأكثرها عن علاقته الوطيدة بوالدته ،،، حيث نجد من يقول بأنه لايستطيع النوم إلا بجوارها ،،، وبأنه يأكلها بيده ،،، وعندما توفت والدته أبلغنى أحد الأصدقاء بأن والدة الفنان زيدان قد توفت ، فقلت لاحولا ولا قوة إلا بالله فقال ( قول الحمد لله ،،، عشان زيدان ينطلق ) !!!
* فنجد فى عالم الفن الكثير من النجوم كانت تدور حولهم أقاويل وإنحرافات ،،، فمثلاً الفنان ( مايكل جاكسون – بوب مارلى – تينا شارلس ) ...
* ومثال آخر الفنان ( العاقب محمد الحسن ) ، رجل سريع الزهج والغضب فى العادة ، ولكن عندما يتغنى تجده قمة فى الهدؤ والروعة ...
* فنحن لايهمنا شئ سوى زيدان إبراهيم الرجل الفنان المبدع ...
* وهنالك الفنان ( محمد وردى ) ، حيث يعتقد الكثير من الناس بأنه إنسان متعجرف ، ولكن وردى يعتقد بأن ذلك حقه ...
* وأعتقد بأن تلك الأشياء تخص الفنان زيدان إبراهيم وحده ...
* فنجد الآهة التى فى غنائه هى من الأسباب التى عطلت زيدان ، حتى إنها كانت إحدى الأسباب التى أخرت إجازة صوته ...
* ونجد بأن هنالك الكثير من الأشياء لم يفعلها زيدان ولكن تنسب إليه ،،، مثل أبوداؤد ...
* ونجد شبه كبير بينه وبين الجابرى ...
* وأرى بأنه لايحق لأى جهة إعلامية سواءً مقرؤة أو مسموعة أو مرئية بأن تتعامل مع أى نجم من النجوم الفنية أوغيرهم من خلال مايقال عنهم ، وكذلك إتحاد الفنانيين ...
* إن زيدان إبراهيم حقاً إنسان مبدع خلاق أضاف الكثير للأغنية السودانية ، وكذلك ( الجابرى و زنقار ) ...
* وإذا أردنا أن نصل لأى هدف فى حياتنا لابد لنا من أن ندفع ثمنه ...
مداخلة من الأستاذ الخطيب عبدالغنى :
إنها طبيعة المجتمع السودانى ،،، فهو مجتمع مغلق ،،، تجدنا ننظر لكثير من الأشخاص بصورة غير سليمة وغير طبيعية ... نجد فى الدول الأوربية بأن الصفة الشخصية هى التى تميز الفنانيين ، وهذا هو الفرق
سؤال من الإعلامى الأستاذ أحمد موسى قريعى :
· هل هنالك علاقة بين الفنان زيدان إبراهيم والفنان ( عثمان الشفيع ) ؟؟؟
يجيب على السؤال الباحث الأستاذ الشاذلى الفنوب :
الفنان عثمان الشفيع هو واحد من الفنانيين اللذين تغنى لهم زيدان إبراهيم فى بداية مشواره الفنى ...
المخرج المسرحى عبدالعظيم حمدنالله :
* أنا من أصدقاء الفنان محمد وردى ،،، وعندما قلت بأن الفنان وردى تغنى لـ ( نميرى ) لم أكن أقصد بأنه تحول إلى إنسان آخر ،،، وإنما قصدت بتحويل الفكرة المنهجية فى التغنى لنظام إلى التغنى للوطن ...
الباحث الأستاذ الشاذلى الفنوب :
* الغريبة بأن الفنان زيدان إبراهيم تغنى للشاعر الكبير ( نزار قبانى ) قبل الفنان ( الكابلى و حمد الريح ) ،،، فقصيدة الأطلال جزئيين ، فتغنى زيدان بالجزء الأخير منها (الوداع ) ...
* زيدان إبراهيم ظاهرة غنائية متفردة ،،، له علاقات مع الصفوة و البسطاء ...
* ونجد بأن تأثير حى العباسية على زيدان إبراهيم كان واضحاً فى مشواره الفنى ...
* لزيدان إبراهيم أكثر من ( 60 أغنية مسموعة ) وأكثر من ( 40 أغنية مسجلة ) ...
سؤال من الصحفى الأستاذ محمد اليمانى للفنان صلاح باشرى :
لماذا تغنيت للفنان زيدان إبراهيم بالتحديد ؟؟؟
· منذ نعومة أظافرى لم أسمع على جهاز الكسيت الموجود بدارنا سوى أغنيات زيدان فتشبعت بها .
سؤال آخر مكمل للسؤال السابق للفنان صلاح باشرى من الإعلامى الأستاذ أحمد موسى قريعى :
تلك الجزئية خاصة بالمرحلة الأولى من حياتك قيل تكوين شخصيتك ،،، فلماذا إذا تغنيت له بعد أن تكونت شخصيتك ؟؟؟
· بعد أن تكونت شخصيتى وجدت نفسى تأثرت به تماماً ، وعلى الرغم من محاولاتى الجادة للخروج من دائرة تقليد الفنان زيدان إبراهيم إلا إننى لم أستطع ...
الباحث الأستاذ الشاذلى الفنوب :
* مازال زيدان حتى الآن وبعد وفاة الفنان ( إبراهيم عوض ) يقول بأننى عندما أسمع أى أغنية له ينتابنى خوف ...
سؤال من الصحفى محمد اليمانى :
· هل بدأ زيدان مشواره فى الحياة فنان ، ولم يطرق أى مجال عمل آخر ولايمارس سوى الغناء ؟؟؟
· وكيف لم يكن له منزل ملك حتى الآن ؟؟؟
إجابة من الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
نجد بأن السواد الأعظم من المبدعين فى العالم لا يعتقدون بأن المادة هى الهدف الأهم ..
سؤال آخر من الأستاذ المسرحى عبدالعظيم حمدنالله :
من الملاحظ بأن جميع الفنانيين ليس من أبناء الرأسمالية ،،، فهل الفن محصور فقط لتلك الفئة من البسطاء ؟؟؟
إجابة من الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
ليس بالسودان مؤسسية ترعى الفن والمبدعيين ، ولذلك نجد بأن الفنانيين يعانون الكثير ...
مداخلة من الفنان صلاح باشرى :
إن نسيجنا الإجتماعى هو الذى جعل الفنان على هذه الصورة ...
تعقيب من الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
مازلت متمسكاً بأن المشكلة الفعلية التى يعانى بسببها الفنانيين والمبدعيين فى شتى المجالات بالسودان ، هو عدم وجود مؤسسية ترعاهم ...
مداخلة تلفونية من الأستاذ الشاعر القدير
عزمى أحمد خليل :
بعد التحية والتقدير ، أرجوا بدايةً المعذرة على عدم مقدرتى فى تلبية الدعوة للمشاركة معكم اليوم فى هذه الأمسية ..
علاقتي بزيدان علاقة بها شي من الخصوصية وهو فنان مطبوع وقامة فنية سامقة ورقم ابداعي لايمكن تجاوزه
مواصلة مع الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى الأمين العام للكتاب السودانيين
· حقاً إننى سعيد جداً لوجودى بينكم اليوم ، وأشد من أزركم وأحيكم على هذا الإسم الذى إخترتموه لمنتداكم . فصاى رمز للحضارة النوبية القديمة ، ومن رحمها خرج الكثير من المبدعيين أمثال ( خليل فرح – جيلى عبدالرحمن ) ...
· الشجن الأمدرمانى ،،، لن أتحدث عن أم درمان عاطفياً ولكن عن دراويشها ومريديها ومحبيها ( الصوفية ) وسوف أتحدث عن أم درمان فى صياغة الفنان ، وهى قد إكتسبت تلك الخاصية من خلال حراك ثقافى تم تبادلها بعفوية حيث كانت مساحة التحرك فيها متاح ومفتوح للجميع ،،،
· نجد بأن الحوار الثقافى الذى تم فيها بين الكثير من القبائل كان نتاجاً للتبادل التجارى ، حيث نجد بعض القبائل إشتهرت بإمتهان بعض المهن ، مثل ( السروجية – المراكب – الأوانى – الفخار – الدباغة ، وغيرها ) ... فنجد بعض الأحياء قد إكتسبت أسماء مهن ،،، مثل ( حى الدباغة ) ...
· ونجد أيضاً العادات سواءً فى الزواج أو الموت أو الختان أو دق الزار ،،، والتأثر ليس بفردى وإنما جماعى ،،، وبالتالى المدنية وصلت إلى مرحلة معينة حيث بدأت فى صنع التقاليد الخاصة بها ...
· نجد الأستاذ ( حسن نجيلة ) فى كتابه عن التحول من ( الطنابرة ) إلى فن ( الحقيبة ) وتفوق الفنان ( سرور ) على فنانى الطنابرة ، وبالتالى كان على أم درمان أن تقبل باللون الغنائى الجديد وتوافق عليه وتتعايش معه ...
· إضافة ... لقد وجدت بأم درمان جمعيات ومنتديات ثقافية وصالونات أدبية ، وكانت صغيرة تنتج ورش للشعر ،،، ونجد بأن من نتاج تلك الكيانات الثقافية والأدبية الكثيرون من المبدعيين ، مثل ( عثمان حسين – الكابلى ) ،،، ومن الأحياء إنتقل الأمر إلى المدارس ، وخير دليل أو نموذج حى على ذلك الفنان المبدع المتألق على مر الزمان ( زيدان إبراهيم ) من خلال مساندة ودعم معلمه الذى أحس بفنه ودعمه ...
· لقد ذكر الصول ( حسن ) معلم الموسيقى بالمعهد ،،، لقد نشأ الفنان زيدان فى حى له مزاياه ، حى متطلع إلى كل ماهو جديد ، حى ليس مثل بقية الأحياء التى كانت جل إهتماماتها نحو ( القباب ) ...
· ولقد إحتضن حى ( العباسية ) مجموعة من المبدعيين ،،، وزيدان مازال ذلك الفتى الذى أرآه فتياً ...
· عندما قامت ثورة أكتوبر كان فى المرحلة الإعدادية بالأهلية ووثق فيه أستاذه ( محى الدين فارس ) ومنحه قصيدة ...
· شكل زيدان مزاج شباب ونافس عمالقة مثل ( إبراهيم عوض - عثمان حسين - محمد وردى ) فى فترة كانت فيها الأغنيات رصينة ، فإستطاع زيدان أن ينافسهم بأغنيات حقيقية ...
مداخلة من الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
إن للفنان محمد وردى جمهوره وللفنان زيدان جمهوره ...
تعقيب من الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى :
يمكننا القول بأن الفنان زيدان إبراهيم قد لمس وداوى جراح المحبيين ،،، فهو فنان يخاطب العاطفة بصورة مباشرة ،،، لو وقفنا عند جيله أو اللذين سبقوه سنجد بأنهم كانوا أصحاب مهن فى المقام الأول ، وزيدان لم يمارس أى مهنة فى حياته ،،، ولد ليكون فناناً مبدعاً ...
مداخلة من الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
يقال بأنه عندما كان زيدان طفلاً ، قد صنع له الفنان ( إبراهيم الكاشف ) والذى كان يعمل نجازاً صنع له مشاية !!! وهذا يعنى بأن زيدان إبراهيم كبيراً جداً فى السن !!! ...
تعقيب على ذلك من الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيانى :
هذا الحديث شئ مجازى ...
مداخلة من الأستاذ الخطيب عبدالغنى :
لقد ذكر الأستاذ عبدالمنعم الكتيابى ،،، بأن هنالك فنانيين و ملحنيين كان حظهم ضغيف فى التعليم ...
سوف أخذ أغنية مثل ( شجن ) ،،، وأقول متسائلاً : هل رغم الفارق التعليمى اليوم يمكن أن نجد بالوسط الفنى أحداً يستطيع أن ينتج لنا عملاً مثل شجن ؟؟؟ !!!
إجابة على التساؤل من الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى :
لو أخذناها بتحليل نجد عدة عوامل ، مثل البيئة ،،، فالإنسان لديه القابلية ليكون مبدعاً ،،، ففطرة الإبداع يمكن أن تتجسد فى أى شئ ، ومن ثم تصقلها البيئة والعشق للمجال ،،، وثالثاً الحوار المستمر المتواصل مع من حولنا ليحدث تحديثاً لآذاننا و ذاكرتنا ...
فى فترة ماقبل الحقيبة كان هنالك ( الطنابرة ) ...
فنجد مثلاً الفنان ( أحمد الجابرى ) كان يحضر حفل العرض السينمائى الدورين كما يقول رواد السينماء ، مثل فيلم ( الوردة البيضاء ) وذلك لتأثره بالموسيقى التى كانت بأغنيات الفيلم ، خاصةً الجزئية الخاصة بالبيانو ، فنجد من خلال ذلك أنتج الجابرى لنا أغنية ( عطشان ياصبايا ) ولم يعيشها بالسلم السباعى ولا الخماسى ...
فأقول ... بأن هنالك ثلاثة أشياء تؤثر أكثر من القرأة والكتابة ( الوعى – البيئة – الحب ) ...
مواصلة مع الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى :
* إنها مشكلة عالمية ،،، فنلاحظ اليوم بأن الغناء قد تحول إلى حاسة النظر ( الكليبات ) ،،، وكلمة كليب تعنى شريحة ، وتم عمل سيناريو للغناء ...
* ونجد فى الزمن الذى ولا كان يتم التصوير عبر مشاهد ، وبذلك كان الكليب فى تلك الحقبة الرائعة يخدم الكلمات
* فنجد اليوم بأن صناع الأغانى يستخدمون الكلمة فى الخلف و الصورة فى الأمام ، فصارة بذلك الصورة أهم من الكلمة ، أى إختيار الشكل ... وبالتالى فقد مركز السمع لدوره ، فنتج بذلك خلل فى المزاج العام ...
* ومن الأشياء الخطيرة اليوم ، إنك قبل أن تتشبع بأغنية جديدة تجد أغنيات جديدة أخرى نزلت إلى الساحة ، وفى الصباح تسمع بأن هناك فنان قد ظهر بالمساء ... كما أجهزة الموبايل الصينى والمنتجات الصينية !!!
* لذلك وكما أسلفت أصبح اليوم دور مركز السمع مفقود تماماً ...
* إرتباط الأغنية بالشرط ( سمع شرطى ) ، وهى أن تربطك أغنية ما بزمن أو لحظة جميلة عشتها وأنت كنت تسمع تلك الأغنية ،،،
خاتمات للأمسية :
مع الأستاذ الشاعر و الصحفى زين العابدين أحمد :
مازال الفنان زيدان إبراهيم مستمراً على الرغم من الكثير من المشاكل التى تواجهه ،،، ولوكنت فى موضع سلطة اليوم لكنت قلت للفنان القدير الرائع زيدان ،،، إلى هنا توقف أيها الفنان ،،، لأننى أرى بأن زيدان اليوم أصبح لايملك الأداء بنفس القدر و الروعة التى كان عليها من قبل ...
فهل ياترى يمكن لزيدان أن يعطى من جديد ...
مع الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى :
* يمكن لعامل السن أن يؤثر فى اللياقة البدنية للإنسان ،،، ولكن الحنجرة لا تشيخ ...
* زيدان فنانٌ رافض متمرد
* زيدان عمله فنان ولديه الإحترافية ،،، ولو توقف عنه يموت ...
* أى نعم إن ظهور فنانى الأورغنات قد أثر على إستمراريتهم ،،، وأى نعم السمع من أجل السمع صار مفقود .
* والمشكلة الحقيقة فى دخول الوسائط الحديثة التى خلقت جيل بعيد عن السمع الجيد والأصيل ، فاليوم نجد الشباب اليوم لا يهم بالكلمة والموسيقى بقدر إهتمامه بالحركات الإيقاعية ، وهذه مرحلة أخرى فى تحول الغناء من مرحلة السمع ثم مرحلة النظر ( الكليبات ) ثم مرحلة الأقدام وهى مرحلة الركاكة والإنحطاط الفنى . ولذلك قد فقد فنانى جيل المبدعين اليوم مقعدهم ...
خاتمة الأمسية
مع الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب :
سيطل زيدان ابراهيم فيحاء فواحة ومغدقة العطاء بشجو وشدو لايماثله طرب
خاتمة المنتدى
كما تعودنا كانت خاتمة الأمسية بمقطوعة عازة فى هواك ، أداها على آلة العود الموسيقار ( عبدالوهاب كرم ولد
الطايع ، بمشاركة الحصور غنائياً )
إلى اللقاء فى الأمسية القادمة يوم الثلاثاء الموافق 30 مارس 2010 م
مع شكسبير السودان ( أحمد التجانى يوسف بشير الكتيابى )
يحدثنا عنه :
الأستاذ الباحث الشاذلى الفنوب و الأستاذ الشاعر عبدالمنعم الكتيابى إبن شقيقة الأستاذ أحمد التجانى يوسف بشير الكتيابى ...
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق